السلام عليكم
لإسلام والإيمان
سأل جبريل -عليه السلام- الرسول ( عن الإسلام؟ فقال
(: (الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا). فسأله عن الإيمان؟ فقال: (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره) [مسلم].
وعندما أتى وفد قبيلة عبد القيس إلى رسول الله ( رحب بهم، ودعاهم إلى الإيمان بالله وحده لا شريك له، فقال: (أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وأن تعطوا من المغنم الخمسِ) [متفق عليه]. والرسول ( في هذا الحديث يعرف الإيمان بتعريف الإسلام.
إذن إذا ذكر الإسلام مع الإيمان -كما جاء في حديث جبريل- قُصد بالإسلام العبادات الظاهرة من صلاة وصيام وزكاة وحج..، وقصد بالإيمان اعتقاد القلب بالله وملائكته ورسله وكتبه.. ، أما إذا ذكر الإيمان وحده شمل الإسلام، وإذا جاء الإسلام وحده شمل الإيمان كما في قوله تعالى: {فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين . فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} [الذاريات: 35-36]
أركان الإسلام
شبه الرسول ( الإسلام بالبناء الضخم، القائم على أسس وأعمدة قوية متينة، قال (: بني الإسلام على خمس؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقامِ الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصومِ رمضان) [متفق عليه].
وهذه القواعد هي أقوى ما في البناء، وهي التي تحمله، ولكنها ليست كل شيء في الإسلام، فهناك أشياء تكمل صرح الإسلام العالى؛ فعندما سئل (: أي الإسلام خير؟ قال: (تطْعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرِف) [البخاري].
وقال (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده...)
[متفق عليه].
ويمكن القول بأن الإسلام والإيمان وجهان لعملة واحدة، فالعمل الصالح يدل على وجود الإيمان، ووجود الإيمان يدفع إلى العمل الصالح، والرسول ( جعل صلاح الأعضاء مرتبطا بصلاح القلب، فقال (: (ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت، صلح الجسد كله، وإذا فسدت، فسد الجسد كله، أَلا وهي القلب) [متفق عليه].
وجعل الأعمال الصالحة من الإيمان فقال (: (الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطةُ الأَذى عن الطريق).
[متفق عليه].
والصلاة -على سبيل المثال وهي من أركان الإسلام- سماها الله إيمانا، فقال تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم} [البقرة: 143].
والصلاة يشترط لها النية، والنية من أعمال القلب، وفيها قراءة ما تيسر من القرآن وهذا من الإيمان بالكتب التي أنزلها الله، وينطق المسلم فيها بالشهادتين وهما من أركان الإسلام، وفيها غير ذلك، فهي إذن تشتمل على أعمال الإيمان، وأعمال الإسلام، فالإسلام بدون إيمان لا ينفع، فمن آمن بقلبه ولم يعمل بأعمال الإسلام لم يكن من المؤمنين حقا، ومن قام بأعمال الإسلام ولم يؤمن قلبه، فلن تنفعه هذه الأعمال.